ينطلق مع بداية رمضان أول مشروع علمي لتدبر القرآن والذي تقوم عليه الداعية الدكتورة أسماء بنت راشد الرويشد المشرفة العامة على مؤسسة آسية للاستشارات والتدريب.
ويتم تدشين المشروع بمحاضره عامة في مركز الأمير سلمان الاجتماعي السبت المقبل26ـ 8ـ 1431هـ.
وتعد الرويشد أول داعية تطلق برنامج عملي على لتدبر القران على مستوى إعلامي كبير ويستهدف كافة شرائح المجتمع، آسيه حاورت الدكتورة أسماء الرويشد عن فكرة المشروع وطرقه وآلياته فكان الحوار التالي معها:
1ـ كيف بدأت فكرة مشروع (عش حياتك مع القرآن) ؟
حملة (عش حياتك مع القرآن) هي أحد خطوات مشروعنا الكبير (مشروع الحياة من جديد) وهو دعوة للحياة بالقرآن تلاوة وتدبرا, علماً وعملاً, حساً ومعناً.. تشرفت مؤسسة آسية بإطلاقه عام 1425هـ .
وقد مر بثلاث مراحل:
1- مرحلة التأسيس: وهي دعوة إلى فهم القرآن الكريم ونشر ثقافة تدبره.
2- مرحلة التطبيق: وهي دعوة إلى تحديد الهدف من الاهتداء بالقرآن، وهو تحقيق (التقوى) عمليا في حياة المسلم.
3- مرحلة الانتشار: وهي مرحلة ذات طابع ميداني دعوي وإعلامي يربط حياة المسلمين بقيم القرآن.
وأول فعاليات هذه المرحلة حملة (عش حياتك مع القرآن) وهي حملة اجتماعية إعلامية قيمية تهدف إلى تعزيز القيم القرآنية وتوضيح أهميتها في حياة أفراد المجتمع.
وتعمل على غرس المفاهيم والقيم والمثل والآداب العامة المستمدة من كتاب الله، بقصد تعزيزها لمعالجة الظواهر والسلوكيات الطارئة على مجتمعنا.
وتعتبر هذه الحملة أول حملة إعلامية وطنية كبرى للعناية بتعزيز القيم القرآنية.
2ـ ما هي أهداف هذه الحملة؟
من أهدف الحملة:
• العناية بكتاب الله تلاوة وفهماً وسلوكاً.
• المساهمة في رفع الوعي العام بأهمية القيم القرآنية لدى أفراد المجتمع.
• تعزيز أثر القيم القرآنية على في الفرد والمجتمع.
• المشاركة في صناعة خدمات اجتماعية وإعلامية تسهم في إسعاد حياة المجتمع بالقرآن الكريم.
3ـ كم ستستمر هذه الحملة؟
رسمت هذه المرحلة (مرحلة الانتشار) على خطة استراتيجية تتم من خلال منظومة متكاملة من الحملات الإعلامية المتتابعة لتحقيق الأهداف الكبرى لمشروع (الحياة من جديد) , وستنطلق أولى خطواتها - بإذن الله - في 26/ شعبان/ 1431هـ.
4. ما هي خطوات حملة (عش حياتك بالقرآن) ؟
أولى خطوات هذه المرحلة والتي ستمتد 5 أسابيع,تتمثل في الآتي:
- تنفيذ 4 حلقات تلفزيونية تتناول موضوع القيم المختارة لحملة(عش حياتك مع القرآن).
- إقامة محاضرات عامة تتعلق بموضوع الحملة.
- إصدار مطبوعات عن التدبر وعن الحياة بالقرآن، ومطبوعات دعائية عن الحملة.
- إنتاج فيديو كليب وفواصل دعوية تدعو إلى الحياة بالقرآن، وبثها في القنوات الفضائية.
- تنفيذ حملة إعلامية صحفية(تحقيقات ولقاءات وتغطيات) وأخرى ميدانية(ملتقيات عامة وأركان تعريفية في الأسواق)
- إنشاء موقع إليكتروني خاص بالحملة
- نشر فلاشات إعلانية مختلفة ورسائل جوال لبث فكرة الحملة ونشرها
5ـ ما هي أبرز الوسائل المستخدمة في الحملة؟
لقد راعينا استخدام التقنيات الحديثة والوسائل واسعة الانتشار لإيصال رسالة الحملة إلى أكبر عدد من الناس, وبأساليب مختلفة ووسائل متنوعة منها:
(الكلمة – الصورة - المقاطع المرئية – التصاميم الإبداعية الجذابة) ,مع التركيز في ذلك كله على الجانب التفاؤلي والعاطفي وبث روح الأمل بتيسير فهم كتاب الله والعمل به في واقع الحياة..
6ـ من هي الفئة المستهدفة في هذا المشروع؟
جميع أفراد المجتمع بجميع فئاته وشرائحه.
7. هل ستتناول الحملة قيم معينة؟
كما ذكرنا سابقا, أن الحملة تهدف إلى ربط حياة الناس بقيم القرآن والأخلاقيات التي دعى إليها, وهذا يتطلب التركيز في فترات زمنية محددة على قيم معينة تلامس حاجة المجتمع وتنهض بأفراده.
وتعالج ظواهره السلوكية, وقد تم في هذه الحملة اختيار ثلاث قيم عظيمة تتناسب مع موسم رمضان الكريم ,وتعتني باحتياجات المسلمين فيه الإيمانية والخلقية والاجتماعية, وهي:
التوبة – والتسامح - والإنفاق.
8ـ من وجهة نظرك (تدبر القرآن) من المسئول عن زرعه في النشء والاهتمام به؟ ؟ ؟ (المسجد، الأسرة، الإعلام، المدرسة. . الخ)
تدبر القرآن يحتاج إلى قناعة أولاً, فعلى كل مسلم أن يعي جيداً أن الغاية المقصودة والكبرى من تنزل القرآن هي الفهم لما جاء فيه ثم العمل على ضوء ذلك الفهم قال الله تعالى:
{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29]، وقال تعالى (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) ] الأنعام: 155[
لذلك فلا بد من غرس ذلك المفهوم لدى النشء وان يكون هناك عناية خاصة بالربط المستمر بين الغاية والوسيلة , أي بين التدبر والعمل بالقرآن الذي هو الغاية , وبين التلاوة والحفظ الذي هو وسيلة لتلك الغاية , بحيث لا ينفك احدهما عن الآخر.
ولا يستبدل احدهما بمكان الآخر , بحيث تسقط الغايات وتسيطر الوسائل كما هو الحاصل اليوم في تعليم القرآن والتعبد بتلاوته , إذا أصبحت الغاية منه حفظ الآي والسور وإتقان لفظه وسرعة ختمه , وغاب من حياة الناس التخلق بأخلاقه والعمل بما فيه.
كما قال الحسن البصري: (والله ما تدبُّر آياته إلا باتباعه، وما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده حتى إن أحدهم ليقول: لقد قرأت القرآن فما أسقطت منه حرفاً وقد - والله! - أسقطه كله , ما يُرى القرآن له في خلق ولا عمل).
وعلى ذلك فالدعوة إلى العودة الحقيقة إلى القرآن تلاوة وفهما وعملا, هو مشروع الأمة الكبير الذي يجب إن تتضافر فيه الجهود وتجتمع فيه الكلمة وتعد له الخطط وتقام له المشاريع في البيوت والمساجد والمدارس والمؤسسات الإعلامية وجميع مؤسسات المجتمع, سائلين الله جل وعلى أن يجمع القلوب على هذا الأمر, وأن ينفع بالجهود وأن يتم نوره ويظهر دينه على الدين كله..
9ـ كلمة توجهينها لوسائل الإعلام؟ وأخرى للوالدين والمربين؟
إن الدعوة إلى الارتباط بالقرآن تلاوة وفهماً وعملاً, مسئولية مشتركة بين المسلمين أفرادا ومؤسسات, لذلك نوجه إلى كل مسلم ومسلمة و إلى كل مؤسسة إعلامية, وتعليمية واجتماعية, نداء عاجلا بأن يكون هناك اهتماماً خاصا بالدعوة إلى فهم كتاب الله تعالى والعمل به في واقع الحياة, مع اتخاذ الوسائل والخطوات العملية المفعلة لذلك.
ومن المؤكد أن وسائل الإعلام اليوم أصبحت من أهم الوسائل المؤثرة في توعية المجتمع, وتعزيز القيم الايجابية فيه, والوقاية من الوقوع في المشاكل والانحرافات السلوكية وعلاج مظاهرها السلبية , لذلك فإن على الإعلام المسئولية الكبرى للقيام بهذا المشروع الإصلاحي الكبير ليتسع نطاق انتشاره.
ويبلغ أثره في نفوس الناس, كما أن على المربين العناية بتربية النشء على تدبر القرآن والعمل به وأن العبرة بذلك, لا بكثرة الحفظ وسرعته, وأن يكون الاهتمام بفهم القرآن يوازي الاهتمام والعناية بلفظه, حتى لا نكون ممن أقام حروفه وضيع حدوده, كما ندعو إلى إدراج مناهج تعليمية وتربوية تعنى بتعزيز القيم القرآنية في نفوس النشئ, في جميع المراحل التعليمية.
نطالب بذلك ونحن نرى فئام من المسلمين بل ومن حفاظ كتاب الله وقد ظهرت عليهم مظاهر الإخلال بالدين وتضييع الحقوق والمسؤوليات, ففشت في المجتمع مظاهر سلوكية واجتماعية لم تكن من قبل,كالعنف والتفكك الأسري والطلاق والغش وتضييع الأمانة وقطيعة الأرحام والعقوق.. . نسأل الله جل وعلا أن يصلح أحوالنا بالقرآن, وأن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته.
الكاتب: عائشة الفيفي
المصدر: موقع آسية